فرى لانسر أو فريلانس ، أيا كان النطق المهم هو المحتوى والمعنى المقصود من وراء اطلاق هذه الكلمة عندما تسأل أحدهم عن وظيفته فيجيبك بكل ثقة ان أعمل ” فرى لانسر ” وهو لا يدرى أنها طريقة عمل وليست وظيفة فمن الممكن ان تكون مهنتك محاسب ولكنك تعمل كـ ” فرى لانسينج أو مترجم أو حتى طاهى ، فأيا كانت مهنتك او حرفتك يمكنك ان تعمل بنظام الفرى لانسينج .
” فرى لانسر – Free Lancer “ إنها تلك الكلمة السحرية التى قلبت موازين ومفاهيم تحصيل الدخل على مستوى الكوكب بأكمله ، بل وطعن الأساليب التقليدية لنظام العمل فى مقتل ، وقد ساهمت ازمة كورونا ” Covid – 19 ” فى ترسيخ هذا المفهوم بل وجعلت اسلوب الفرى لانسيح مستساغا حتى بين العامة وانتشرت الكلمة وتغلغلت فى حياة الانسان المعاصر اليومية .
والآن ما هو المفهوم الذى قفز إلى ذهنك عندما قرأت هذه الكلمة ” فرى لانسر ” إذ أن الانسان حينما ينطق أمامه لفظ ما يتبادر إلى ذهنه شكل مادى مرتبط بهذه اللفظة ، فما الشكل الذى حضرك عندما سمعت او قرأت هذه اللفظة ” فرى لانسر ” وهذا ما يقودنا إلى ان نذهب الى ضرورة تعريف هذه المفهوم .
ماذا نعنى بكلمة فرى لانسر ؟
وللإجابة على هذا السؤال نجد أن الفري لانسر العمل المستقل هو ” عبارة عن شخص يمتلك خبرة متميزة أو مهارة عالية في مجال ما أو عبارة عن خبرة في مجال بعينه ويعود عليه مقابل مادي سواء لشخص أو لشركة عن بُعد “
من هم أطراف عملية الفرى لانسر ؟
اطراف عملية الفرى لانسينج متعددون حسب طبيعة العملية ولكن هناك بعض الثوابت ونذكرها فيما يلى :
1- صاحب العمل او صاحب المشروع : وهو شخص طبيعى أو شخصية اعتبارية ترغب فى تنفيذ مهمة معينة أو مشروع معين لمرة واحدة او بصفة دورية مقابل مبلغ مالى معين ، وبهذه الطريقة تتحقق لصاحب العمل او المشروع الحصول على افضل جودة ممكنة بأنسب سعر ممكن وايضا فى الوقت الأنسب حيث تستطيع ان تقوم بتجزئة مشروعك الكبير على عدة مستقلين لتنفيذ المشروعات الموزعة عليهم ومن ثم يمكنه ايضا تعيين مستقل خبير لتجميع المهام من جميع المستقلين نيابة عن صاحب العمل وتسليمه المشروع كاملا فى الوقت المحدد بل واحيانا يكون من صلاحياته ان يقوم باستبدال المستقلين المتقاعسين عن الجدول الزمنى مما يحقق المصلحة العامة وتنفيذ الخطة الزمنية المحددة من قبل صاحب العمل او صاحب المشروع .
2- صاحب الخبرة او المتخصص او عارض الخدمة : ويطلق عليه أحيانا ” المستقل ” وهو شخص طبيعى يعرض خبراته ومهاراته على اصحاب العمل بصورة تقنع صاحب المشروع على اختياره من ضمن مجموعة من المتقدمين لتنفيذ الخدمة او المشروع من خلال المنافسة السعرية او المنافسة العملية من خلال الخطوات التنفيذية التى سيؤديها لصاحب المشروع ، وهنا يضمن العمل بهذا الاسلوب حرية الزمان وحرية المكان ، حيث تستطيع ان تعمل فى أى وقت تريد صباحا او مساءا ليلا او نهارا حسب ظروفك الخاصة ، كما انك تستطيع ان تعمل فى اى مكان فليس شرطا ان تعمل من منزلك او مكتبك ، فمن الممكن ان تعمل على الشاطىء او فى حديقة عامة او حتى اثناء نزهتك او رحلتك .
3- الخدمة او المشروع : وهنا لنا وقفة حيث تغلغل فكر الفرى لانسر فى كل مناحى الحياة العملية والوظيفية فقد اصبح المجال مفتوحا لكل صاحب موهبة او خبرة او مهارة لتقديم كافة أنواع الخدمات عن بعد بدءأ من تقليم أظافر الأليف بمنزلك ، إلى تنفيذ جميع المشروعات التقنية والفنية وحتى تدريس العلوم لأبناءك عن بعد فقد اختلف شكل العالم بعد اعتماد اسلوب الفرى لانسر كطريقة سهلة لتنفيذ اى مشروع او مهمة او خدمة .
4- الوسيط او المنصة الالكترونية : وانتشرت فى العقدين الاخيرين من القرن الحالى منصات او وسطاء يقومون باستضافة اصحاب الخبرة الراغبين فى تقديم خدماتهم من ناحية واصحاب المشروعات او طالبى الخدمات من جهة أخرى ، ونجحت بعض تلك المنصات وفشلت الاخرى وهناك منصات عربية ناجحة جدا فى هذا المجال – وسنفرد لها مقالا كاملا قريبا جدا – وتلك المنصات مكنت اطراف العملية من الإلتقاء بسهولة ويسر والحصول على أفضل خدمة من أفضل فرى لانسر متنافس بأفضل سعر مما حقق المصلحة لجميع الاطراف ، حيث تتحصل تلك المنصة على نسبة او عمولة ثابتة او متغيرة ، متناقصة او متزايدة ، حسب سياسة كل منصة ، وهى تضمن حقوق جميع الاطراف وتقوم بالتحكيم فى حالة حدوث خلاف او خلل فى عملية التنفيذ او التسليم .
5- الناقل او المحول المالى : ويأتى دور ناقل المال او المحول المالى وهى منصات الكترونية ايضا تقوم بتحويل المال المستحق لمقدم الخدمة من خلال المنصة التى دفع لها صاحب المشروع قيمة الخدمة وتحولها الى منفذ الخدمة مقابل نسبة معينة من المبلغ المحول .
الخلاصة : وإلى هنا نكون قد انتهينا من مقال اليوم وإلى أن نلتقى فى مقال اخر نتمنى ان تترك رأيك حول الفرى لانسينج كمجال يمكنك العمل من خلاله كبديل لعملك الحالى ولكن عليك ان تدرك ان الارض ليست دائما مفروشة بالورود والرياحين ولكن ستقابلك بعض التحديات والعقبات وهو ما سنفرد له مقالا منفصلا لتقديم حلول لتفادى تلك العقبات التحديات.
