مراجعة كتاب فن اللامبالاة | لعيش حياة تخالف المألوف للمؤلف مارك مانسون
سنتناول عزيزي القارئ في هذه المقالة مراجعة حول أحد الكتب التي أخذت الأضواء في الفترة القليلة الماضية وهو كتاب فن اللامبالاة.
معلومات عامة حول كتاب فن اللامبالاة
فن اللامبالاة لعيش حياة تخالف المألوف و بالإنجليزية: The Subtle Art of Not Giving a F*ck للمؤلف مارك مانسون.
تمت ترجمتة للعربية من قبل الحارث النبهان والكتاب يحوي ٢٧٢ صفحة، وتم نشر الطبعة الأولى العربية في سنة ٢٠١٨ بواسطة منشورات الرمل للنشر والتوزيع.
من هو مارك مانسون ؟
مارك مانسون مؤلف ومدون أمريكي من مواليد ١٩٨٤. نشأ في مدينة بوسطن بولاية تكساس الأمريكية.
أكمل تعليمه الجامعي وتخرج في عام ٢٠٠٧ من جامعة بوسطن، وفي عام ٢٠٠٩ أنشأ أول مدونةٍ لة وجعلها كقناة تسويقية لأعمالة في مجال الاستشارات والعلاقات.
سافر إلى عديد من الدُّول حول العالم واستقر مارك في مدينة نيويورك.
ألَّف مارك مانسون كتابين: فن اللامبالاة لعيش حياة تخالف المألوف و كتاب Models: Attract Women through Honesty.
مراجعة كتاب فن اللامبالاة
شهد الكتاب شهرة ملحوظة في سنة ٢٠١٨ بعد أن قام لاعب الكرة المصري محمد صلاح بنشر صورة له على مواقع التَّواصل الاجتماعي يظهر فيها وهو يقرأ هذا الكتاب، لدرجة أنَّه أصبح اسم الكتاب الأكثر بحثاً على الإنترنت.
هذه الشُّهرة بالتَّحديد ما دفعتنا إلى قراءته بالاضافة لاهتمامنا بكتب التَّنمية البشرية.
كتاب فن اللامبالاة هو أحد كتب التنمية البشرية التِّي تدعو الأشخاص إلى عيش حياة غير مألوفة، فسوف يعلمك كيف تتقبل الخسارة دون أن تكون هذه الخسارة مصدر إزعاج وقلق لك.
كتاب فن اللامبالاة قد يبدوا مختلفاً عن بقية الكتب من نفس الصنف المتركزة في التنمية البشرية المتواجدة في الاسواق.
حيث يستدل المؤلف على أفكاره ببعض التجارب الشخصية ويقوم بوضع بعض الاقتباسات من النصوص البوذية. بالاضافة الى بعض من أقوال الفلاسفة. والتفاسير السيكولوجية.
يتكون الكتاب من ٨ فصول، ويحاول المولف لفت الانتباه إلى أن السعادة تكمن في مواجهة نقاط الضعف، ومحاولة مواجهة المشاكل التي تواجهنا.
ويشير إلى بعض الطرق المنطقية للتغلب على الشدائد عوضاً عن التهرب منها ولوم الآخرين.
بعض الأمثلة من كتاب فن اللامبالاة
مثلاً يقول مارك ونسون في الصَّفحة ٥٤ من كتاب فن اللامبالاة ” إنَّ ما يقرِّر نجاحك ليس ‘ماتريد أن تستمتع به؟’ بل إنَّ السُّؤال الصَّحيح هو: ‘ما الألم الَّذي أنت راغب في تحمُّله أو قادر على تحمُّله؟’ إنَّ الطَّريق إلى السَّعادة درب مفروشة بالأشواك والخيبات.
كما ذكرنا أعلاه أن مارك مانسون يشرح كيف تتحمل المسؤولية السلبية وكيف نتوقف عن لوم الآخرين، فيقول في الصفحة ٩٨: “قد يرى النَّاس أنَّهم يشعرون بالوحدة.
أمَّا عندما يسألون أنفسهم عن السَّبب الَّذي يجعلهم يحسُّون هكذا، فإنَّهم يكونون أكثر ميلا إلى البحث عن طريقة تسمح لهم بإلقاء اللَّوم على الآخرين (كلُّهم سيِّئون، لا أجد من يفهمني).
وهكذا فإنَّهم يُمعِنُون في تفادي مواجهة مشاكلهم بدلا من البحث عن حلٍّ لها”.
كما ينوِّه مارك إلى أهميَّة تقبُّل التَّجارب السَّلبيَّة وضرورة التَّعايش معها، لذا فليس من الضَّروري أن يكون الإنسان دائما إيجابيا مثلما تدعو إليه أغلبيَّة كتب التَّنمية البشرية، فيقول: “عندما نرغم أنفسنا على البقاء إيجابيين طيلة الوقت، فإننا ننكر وجود مشكلات في حياتنا.
وعندما ننكر وجود مشاكلنا فإننا نحرم أنفسنا حلَّ تلك المشاكل وتوليد السَّعادة في حياتنا.” (ص.١١٣) كما يشدِّد الكاتب على ضرورة “التَّحكم بكيفيَّة تفسيرنا لما يحدث لنا، إضافة إلى تحكُّمنا بكيفية استجابتنا له.” (ص.١٢٥).
وفي الفصول الأخيرة من الكتاب، يدعو مارك إلى إعادة تحديد المقاييس بطريقة عامَّة منتمية إلى هذا العالم، وممارسة الشَّك الدائم في حياتنا، وأهميَّة قول” لا ” عندما يستدعي موقف ما ذلك، وأن نتعلَّم تحمُّل الألم الَّذي نختاره، وفعل ما أردنا فعله برغم وجود الألم، وتذكّر أنَّك لست خالدا.
الخلاصة
الكتاب ممتاز بشكل عام ويحوي بعض الاختلافات في بعض الفقرات.
بعض الفقرات تشعر وكأنك تعيشها، لأنها مليئة بالعواطف ونابعة عن تجربة شخصية للكاتب نفسه.
بعض الفقرات تجد أنها مكررة بعض الشيئ، ويتمثل ذلك في تكرار الوصف وتكرار الأفكار في أكثر من فقرة.
بعض الفصول ستشعر ببعض التَّشاؤم (كالفصل الثَّاني)، حين يدعو المؤلِّف إلى عدم رفع سقف طموحاتنا وأن نعيش يومنا كما نحن عليه لا كما نريد لأنفسنا أن نكون.
الكتاب ذو أسلوب بسيط، بالإمكان أن يطَّلع عليه أيُّ شخص يشكو من الألم الذي يأتيه من الاِهتمام الزَّائد بالأشياء والأشخاص وآرائهم.
الكتاب متوفر على أمازون السعودية بالاضافة الى متجر جملون.